Arabische Kulturwochen in Hamburg. Brücken, die Völker verbinden
لأسابيع الثقافية العربية في هامبورغ.. جسور تربط المجتمعات
بعد توقف بسبب فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية المرافقة للوباء، تجري حاليا التحضيرات بولاية هامبورغ لعودة فعاليات الأسابيع العربية الثقافية التي انطلقت منذ العام 2004 لإبراز الثقافات المتعددة في العالم العربي والإسلامي. تأسست الأسابيع الثقافية على يد ستة من الأكاديميين والمثقفين من الجنسيات العربية والألمانية الذين يمثلون اللجنة المنظمة ويعملون بشكل طوعي، إلا أن العدد تقلص للنصف بعد وفاة ٣ منهم بفيروس كورنا خلال الأعوام السابقة! مما سيشكل ضغطا إضافيا على المنظمين هذا العام.
تعايش مشترك!
الأسابيع الثقافية العربية، التي تستضيف غالباً 23 دولة، تمثل خطوة مهمة للاندماج الصحي والتنوع الثقافي في المجتمع الألماني، وتصحيح الأفكار المغلوطة، والاحكام المسبقة بين العالم العربي والإسلامي والألمان، علاوة على تعريف الجاليات العربية بثقافات بعضها، كما يؤكد الدكتور محمد خليفة أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة هامبورغ، والمشرف على تنظيم الفعاليات.
د. محمد خليفة
د. خليفة يرى أن التصورات المغلوطة تعمل على خلق قطيعة بين المجتمعات، وتأتي الفعاليات الثقافية لتردم الفجوة فيما بينها، وتخلق جسرا من التواصل والتعايش المشترك والسلام بين الشعوب، لاسيما أن الفعاليات يحضرها الكثير من الألمان، ويتعرفون من خلالها على الثقافات العربية. وعلى مدار الأعوام السابقة استطاعت اللجنة المنظمة ان تكون شراكات وتشبيك مع المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية كمدارس وجامعات اللغات وجامعة هامبورغ ووزارة الثقافة والفن والجمعيات والكنائس العربية، ومجلس شورى هامبورغ والعديد من المتاحف. يقول د. خليفة: “الأسابيع الثقافية حضرت فيها شخصيات بارزة ومجموعة كبيرة من الدبلوماسيين العرب”.
أنشطة متنوعة!
فعاليات هذا العام التي ستنطلق في 25 سبتمبر حتى 22 ديسمبر المقبل تضم 50 فعالية، تقدم بأنحاء مختلفة من هامبورغ، وستنظم الفعاليات في بلدية هامبورغ والعديد من الجامعات والمدارس ودور العبادة والمتاحف. وتشمل الأسابيع محاضرات وندوات تثقيفية وموسيقية وعرض أفلام وثائقية ومعارض فنية للتصوير والفن التشكيلي والرسم على الماء، والرسم بالخط العربي، والتعريف بالمطبخ العربي.
وبحسب الدكتور خلفية، ستركز أنشطة هذا العام على السلام وحماية البيئة والحفاظ على مصادر الطاقة، وتأثير الحروب الحالية على العالم العربي والأوربي، علاوة على تأثير المناخ على الاقتصاد والبيئة، والتطرق إلى آخر المستجدات الثقافية والسياسية في العالم العربي والإسلامي. يقول د. خليفة: “على الرغم من الأنشطة المتنوعة إلا أنه لا يوجد دعم للفعاليات، وكل جالية تتحمل تكاليف اليوم الذي ستعرض فيه ثقافتها من أكل وموسيقى وعروض أزياء، أما الدعم الذي يأتي من وزارة الثقافة الألمانية فيقتصر دائما على طباعة البروشورات، وبعض الأمور الصغيرة”!
غياب الإعلام!
المناسبة فرصة للتعارف، وتكوين وبناء علاقات اجتماعية، وتبادل الأفكار، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام اللازم من الإعلام الألماني لتصل فوائدها إلى أكبر عدد من الناس المهتمين بالتعرف على الثقافة العربية والإسلامية، وتحقق الاندماج السليم بين العرب والمسلمين والألمان وأبناء الجاليات العربية. يقول د. خليفة: “للأسف الإعلام الألماني لا يهتم إلا إذا حضرت شخصية سياسية بارزة، عربية او المانية، ولا يتم تناول الفعاليات وإنما شخصيات الحضور”! ويأمل د. خليفة، وهو أيضا رئيس جمعية المنتدى الثقافي العربي في هامبورغ، أن يتفاعل الإعلام بتغطية الفعاليات هذا العام بشكل أفضل، معبرا عن شكره لمصة أمل هامبورغ على التغطية المستمرة للفعاليات الثقافية.